قبل فترة تشرفت بتقديم ورشة بسيطة مقدمة من جمعية علوم للبحث والتطوير حول كتابة المحتوى مع الجميلتين ريم و مارية، وكانت تتحدث جزئيتي عن استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة المحتوى، ولأن العديد من الأشخاص العزيزين عليّ لم يستطيعوا حضور الورشة قررت أن أقدم لهم هذه التدوينة من أجلهم 😌 (خاصة شوق) ، ولتكون بمثابة المرجع لمن أحب أن يدمج هذه التقنية بكتابة المحتوى 🙏🏻
أنهيت كتابة المسودة الأولى لهذه التدوينة منذ مدة، ولكني شاهدت درساً جديدا في مجتمع رديف يتكلم عن تسخير أدوات الذكاء الاصطناعي لصالح كاتب المحتوى، وتحدث أستاذ يونس عن أداة رائعة سأتكلم عنها لاحقاً جعلتني أعيد حساباتي في شأن هذه التدوينة، لأنها ستساهم بشكل واضح في تحسينها، لذا فلقد تأخرت كثيراً حتى أصبحت التدوينة الآن تتدلل بين يديك 🥳
أولاً، ما هو الذكاء الاصطناعي؟
قبل أن نتعرف على فوائد الذكاء الاصطناعي في مجال الكتابة، هل تعرف أصلاً ما هو هذا الذكاء الاصطناعي يا تُرى؟ 🧐
تُعرف منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية الذكاء الاصطناعي على أنه “الذكاء الذي تبديه الآلات والبرامج بهدف وضع التوقعات وتقديم الاقتراحات أو اتخاذ القرارات التي تؤثر على العالم الحقيقي أو الافتراضي لمجموعة من البشر أو الأشياء”
هناك عدة أنواع للذكاء الاصطناعي، ولكننا في هذا المقال سنركز على نوع واحد وهو الذكاء الاصطناعي التوليدي.
إذن ما هو الذكاء الاصطناعي التوليدي؟
قام مكتب وزير دولة الإمارات العربية المتحدة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد بنشر ملف بعنوان “100 تطبيق واستخدام عملي للذكاء الاصطناعي التوليدي” وذكروا أن الذكاء الاصطناعي التوليدي هو نوع من تقنيات التعلم الآلي التي تمتلك القدرة على إنشاء بيانات جديدة بناءً على تدريب الإنسان لهذه التقنيات.
تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية لإنشاء نصوص وصور وتسجيلات صوتية أو مقاطع فيديو جديدة باستخدام الآلة، وهي تعتبر نتاج تقنيات التعلم العميق وغيرها من أساليب التعليم التي تعتمد بشكل أساسي على بيانات ضخمة يستخدمها هذا الذكاء للتدرب على إنشاء محتوى جديد كلياً، ومثال ذلك chatGPT 🤖
بعض أدوات الذكاء الاصطناعي التي جربتها وانطباعي عنها:
لأن أدوات الذكاء الصطناعي كثيرة جداً لا يمكنني أن أقوم بحصرها جميعاً في تدوينة واحدة 🙂
فإليك ما وفقني الله لتجربته أو السؤال عنه (رتبت هذه الأدوات تنازلياً بحسب طول مدة استخدامي لها ، فالأداة التي استخدمتها لمدة طويلة وضعتها على رأس القائمة، ثم الأقل فالأقل)
1- تطبيق Poe (بوت Sage)
في الحقيقة كان تطبيق Poe هو أول تجربة واعية لي لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وقد كان الباب الذي ولجت من خلاله إلى هذا العالم 🚪
كانت بدايتي معه قبل أكثر من شهرين على ما أذكر، وقد تحسن جداً خلال تلك الفترة، حيث أصبح يولّد محتوى أكثر تماسكاً، وأفضل إنشاءاً 👏🏻
إلا أني لا أستطيع أن أجزم أنه يُحسن تقديم معلومات دقيقة، لأنني لم أستخدمه إلا للبحث عن معلومات بسيطة وغير حساسة، أو كقادحةٍ للأفكار.
بالإضافة إلى أنني استخدمته لكتابة وصف (كابشن) للانستقرام ذات مرة، ولكني عندما أطلب منه أن يقدم لي 10 أفكار ، فغالباً أجد فكرة واحدة تستحق الإشادة، وبعد ذلك أضطر لإعادة صياغتها، ولكن عندما كنت أكتب له المحثات (prompt) بالإنجليزية كنت أستخرج فكرتين أو ثلاثة جيدة جداً، فمخرجاته الأعجمية أفضل من العربية 😑
أجد أن Poe أداة جميلة، يمكنك أن تبدأ فيها تعلم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، فإنشاء المحثات يحتاج منك التعلم والاستمرار حتى تستطيع أن تستخرج من هذه الآلة الصماء أفضل إمكاناتها.
هناك لفتة أريد أن تطّلع عليها وهي أن تطبيق أو موقع Poe -أيهما استخدمت- يقدم لك عدة بوتات يمكنك الاستفادة منها، ولكن في تدوينة للأستاذ يونس بن عمارة حول الذكاء الاصطناعي قدم جدولاً يعرض فيه بعض الأدوات التي استخدمها هو شخصياً، ثم أعطى كل أداة تقييماً من 10 نقاط اعتماداً على موثوقية المصادر التي تولّد منها هذه الأدوات نتائجها.
وتكلم عن هذا البوت بالتحديد (Claude-instant) والذي قيمه ب6 نقاط من أصل 10.
ولأني لم أملك الكثير من الوقت لتجربته سألت ووردباسي عنه؛ ذلك أنه من أول الأشخاص الذين عرفت أنهم استخدموا Poe، فكانت هذه هي إجابته بتصرف؛ لأني نقلتها بالفصحى: “صدقاً أصبحت أعتمد عليه كثيراً في الآونة الأخيرة، فقد اختصر عليّ وقتي، وأعطاني الكثير من الأفكار التي لم أنتبه لها، وسيكون مساعدي الشخصي في مشاريع مستقبلية عديدة بإذن الله. وبإختصار فإني أثق فيه بشكل كبير”
شاكرة لوردباسي إضافته المفيدة، ومشاركته لتجربته الغنية. وقد تجد تجربة الأستاذ يونس في هذا المقطع مفيدة أيضاً.
2- QuillBot
قد تستغرب إن قلت لك أن أول عهد لي مع أدوات الذكاء الاصطناعي فعلياً كانت أداة QuillBot.
لقد استخدمتها عندما كنت أنشأ سيرتي الذاتية بالإنجليزية، فيقوم بإعادة صياغة النص وتصحيحه ليظهر بشكل رائع.
لأذكر لك طريقة جميلة إن كنت تكتب محتوى بهذه اللغة، عندما كنت أطلب من Poe أن يكتب لي كابشن للإنستقرام بالإنجليزية، كنت أنسخ ما يعجبني من النصوص التي ولدّها وأَلصقها في هذا الموقع وأنتظر منه أن يعيد صياغتها لي حتى أحصل على عدد أكبرٍ من الأفكار.
3- Grammarly
قد يبدو لك هذا الاسم معروفا أليس كذلك؟ 🤔
إنه الأداة الوحيدة التي كانت تلاحقني في كل مكانٍ، وتعكر عليَ استمتاعي بمتابعة مقطع في اليوتيوب فجأة، إلا أنه في النهاية نال منّي وبدأت أستخدمه في جهازي الجوال، والحقيقة أنني لم أندم أبداً على إضافته فقد استفدت منه عند تصحيح كتابتي باللغة الإنجليزية خاصة في موضوع القواعد.
4- لوحة مفاتيح قلم Qalam Keyboard
لم أعرف هذه الأداة قبل أسبوعين من الآن ، فلقد كان أول عهدي بها هو من خلال حديثٍ أجريته أنا ولمى على الزووم، وطلبت منها أن تقدم لي نبذة عن تجربتها لهذه الأداة قبل يومين، وهذه هي إجابتها مع بعض التعديلات؛ لأنها كتبتها باللهجة البيضاء:
“هي أداة مجانية لوقت محدد استعملتها خلال أسبوعين، وبعد ذلك أصبحت الأداة مدفوعة، ومن المميزات التي سأحصل عليها عند اشتراكِي بها (ميزة التدقيق الإملائي – واللغوي – والنحوي – والتدقيق في علامات الترقيم – وإضافة التشكيل على الحروف). لديهم ميزة التدقيق للنصوص الإنجليزية ولكني لم أجربها.
هذه الأداة ليست دقيقة كفاية، فلقد وجدت لديها بعض الأخطاء مثل أخطاء بسيطة في كتابة همزة الوصل والقطع، وأحياناً تتوقف لوحة المفاتيح عن العمل بسبب غزارة المحتوى الذي أريدها أن تدققه، فأضطر إلى تقسيمه، كما أنها لا تعمل إلا بوجود شبكة الانترنت وهذه من سلبياتها.
بإختصار لا أعتبرها أفضل أداة، ولكن استخدامها سهل وبسيط، فكنت أعتمدها في تدقيق محتواي الشخصي والذي أراجعه بالطبع بنفسي قبل نشره.
مثل هذا النوع من تطبيقات الذكاء الاصطناعي أظن أنه مفيد لمن يملك أساساً جيداً في النحو، ولكنه لا يملك الكثير من الوقت للتأكد من كتابته، إلا أن الأداة لا تزال معرضة للكثير من الأخطاء فلا يكون الاعتماد عليها بالكلية”
أشكر لمى جزيل الشكر على مشاركتها تجربها، وبالمناسبة أريد أن أذكر عيباً أزعجني عند استخدام هذه الأداة، ألا وهو اختلاف لوحة مفاتيح قلم عن لوحة مفاتيح جهازي العادية، والذي أرهقني عند الكتابة كثيراً.

كما أريد أن أنوه على ملاحظة نبهني عليها أستاذ مؤمن ألا وهي أن أنتبه لخصوصيتي، فالأداة قد تسجل كل ما أكتبه، لذا إن نويتُ استخدامها فعليّ أن أمتنع عن الكتابة بها عند إدخال كلماتي السرية أو حساباتي البنكية، ونفس الفكرة تنطبق على Grammarly.
5- Perplexity
هذه الأداة هي أجمل أداة جربتها إلى الآن؛ ذلك أنها تقدم لك مصادر المعلومات التي تولّدها، بالتالي ستستطيع التأكد من هذه المعلومات، والأهم أن بمقدورك الإستزادة إن كنت نهماً فضولياً.
وإن كنت تفكر مثلي، فإني أنوي استخدامها بشكل أساسي لقراءة ما شدني من المصادر التي تشاركني إياها، وبصراحة فإنه لا يعنيني ما توّلده لي من نصوص لذا لم أدقق فيها كثيراً.
ولكن صدقني أن كتابتي للمحتوى قبل تعرفي لهذه الأداة ليست ككتابتي الآن، فقد تحسنت سرعتي، وإنتاجيتي، وقلت عندي حُبسة الكاتب بشكل رهيب، ناهيك عن تحسن جودة المحتوى الذي أكتبه.
(وبالمناسبة هذه هي الأداة التي أخبرتك عنها في بداية التدوينة)
6- Cobylime
هذه كانت أول أداة أدفع عليها مبلغاً من المال، والحقيقة أني اكتشفت حينها أنك تدفع لهذه الأدوات بحسب عدد الحروف التي تكتبها، وأنا كنت أظن أن ذلك العدد الهائل هو عدد المقالات التي ستعطيني إياها هذه الأداة.
ومن بعد هذه التجربة المضحكة لم أشتري أي خدمة من خدمات الذكاء الاصطناعي أبداً.
في الحقيقة استخدمتها لتكتب لي نموذجاً أولياً يمكنني أن أبني عليه تصوري لمدونة المحتوى التثقيفي، والتي في النهاية كتبتها بدون مساعدة هذه الأداة نهائياً (ضاعت الفلوس على الفاضي 🫢)
7- araby.ai
لقد تعرفت على هذه الأداة من المدير التنفيذي للوكالة التي أعمل بها، فلقد كانت اقتراحاً قدمه لي عندما كنا نتناقش في أمور العمل، وبالفعل جربت الأداة، ولكن لأنها كانت مدفوعة لم أستطع أن أعطيها حقها من التجربة.
لقد انبهرت من طريقة تنظيم هذه الأداة، فقلد كانت تحتوي على عدة تصنيفات، لذا قررت استكشافها قبل استعمالها، ففيها العديد من الخيارات الرائعة.
نكتشف؟ لمَ لا …



8- Bard
أما هذه الأداة فإنني كرهتها بصراحة لسبب (عبيط) 🫠
استخدمت هذه الأداة ذات مرة لتصحح لي كوداً برمجياً قد كتبته واجباً مهماً عليّ تسلميه للدكتورة في الجامعة، ولكن هذا الكود لم يعمل على الإطلاق، ولم يستطع Bard أن يعرف الخلل والخطأ الذي كان عليّ تعديله بعد محاولات كثيرة، فنقمت عليه من حينها 🙆🏻♀️
مع أنني للأمانة كنت أعتقد أنه سيتفوق على أدوات الذكاء الأخرى؛ لأن Google من أنشأته، ولكن لعله سيتحسن في المستقبل.
9- Cognosys
وبحسب تقييم أستاذ يونس في هذه المقالة فإن Cognosys ai احتل رأس قائمته، فقد حصل على 7 نقاط من أصل 10، وبالنسبة لي كان هذا الرقم سبباً كافياً سيجعلني أجرب هذه الأداة، لكن الوقت لم يسعفني لذلك حتى كتابة التدوينة ولكن بالطبع سأقوم بتحديثها بعد تجربة هذه الأداة باذن الله.
10- Copy.ai
لم أعطِ هذه الأداة حقها من التجربة بأمانة بل كان الأمر مجرد تصفح للمدونة، وودت أن لا أضيفها للقائمة، لكن مدونتها جميلة وتستحق أن تطّلع عليها.
كيف تتعامل مع الذكاء الاصطناعي بصفتك كاتباً للمحتوى؟
1- أعطِ الذكاء الاصطناعي أكبر قدر من التفاصيل حتى يستطيع أن يولّد لك نتيجةً جيدة.
2- لا تتكل على الذكاء الاصطناعي؛ ذلك أنه أداة مساعدة فحسب، وتذكر أن الكاتب الحقيقي لا يمكن أن يعتمد على شيء بعد ربه إلا على ملكته وموهبته دائماً، يطورها وينميها ويصقلها بالتدريب وليس بالاتكال.
3- راجع صحة كل معلومة يولّدها لك الذكاء الاصطناعي.
4- لا تقدم أي معلومة شخصية للذكاء سواءً (اسمك كاملاً – أرقامك السرية – بطاقاتك البنكية – معلوماتك الحساسة وغيرها)، فقد سمعت الأستاذ يونس بن عمارة يذكر في إحدى جلسات مجتمع رديف أن هناك كادراً بشرياً يقوم بمراجعة نتائج الذكاء الاصطناعي، ولا تعلم لأي حد ضعيفة هي نفوسهم، فقد يستغلون قلة حذرك عندما تتحاور مع هذا الآلي الغريب -كاتم الأسرار، وحافظ الود- 🙄
5- تذكر أن كل أداة لها ميزة مختلفة، فبعض الأدوات جيدة في الصياغة، وبعضها جيد في كتابة محتوى موثوق، وبعضها جيد في إنشاء الأفكار، فعليك أن تختار الأداة المناسبة للمحتوى الذي تريده، إليك هذا المثال

بعض من استخدامات الذكاء الاصطناعي التوليدي في كتابة المحتوى
لقد استخدمت أدوات الذكاء الاصطناعي في الشهرين الأخيرة بشكل كبير، وإليك بعض الاستخدامات التي قد تفيدك:
1- قادحة أفكار: من خلال هذه الأدوات بإمكانك تجاوز حبسة الكاتب بكل سهولة
2- تجهيز هيكلة مقال: إن كنت متردداً في كتابة مقالة ما، أول لا تعرف كيف تبدأ، فاستخدم الذكاء الاصطناعي ليساعدك
3- مترجم: أحياناً خلال بحثك في عالم الإنترنت قد تواجه صعوبة في معرفة مصطلح معين، ولو ذهبت لترجمته في قوقل فلن تجد جواباً مُقنعاً، لذا افعل مثلما فعلت في هذه الصورة ⬇️ ، اعرض المصطلح وأذكر المجال الذي تقصده، أو يمكنك أن تعطيه المحتوى كاملاً ليترجمه لك بحسب السياق.

4- إعادة صياغة المحتوى: اطلب من الذكاء الاصطناعي أن يعيد صياغة الأفكار التي تريدها، بالأسلوب الذي تريد، إليك تجربتي مع أداة (أديب : والتي سنتحدث مع مطورها في نهاية التدوينة)

5- موسع لمدار فكرتك: (هذه الجملة اقتبستها من مَيان) فبالفعل الذكاء الاصطناعي يفعل ذلك وأبسط مثال عليه هو أداة Perplexity؛ ذلك أنها تجلب لي مصادر قيمة يمكن أن أبحث فيها بإستفاضة وزيادة حول الموضوع الذي أبحث عنه.
6- تلخيص المحتوى: فادني الذكاء الاصطناعي في تلخيص العديد من قطع المحتوى، وذات يوم وجدت شخصاً -نسيت من هو- ذكر أنه استخدم الذكاء لكي يزيل الحشو أو الكلمات غير المهمة في كتابته، ولكن للأمانة لم أجرب ذلك بعد.
7- البحث السريع عن المعلومة : (شاركتني أمل هذه الفائدة) وبالفعل بعض الأشخاص ومنهم أنا أصبحنا نستخدمه بدل قوقل.
8- التدقيق اللغوي للمحتوى : (شاركتني لمى هذه الفائدة) وأضافت أنها تستخدم الذكاء لاصطناعي لذلك عندما تكون في عجلة من أمرها، ولقد جربت فكرتها هنا

9- شارح ومدرس خصوصي: عندما كنت أدرس للاختبارات النهائية، كنت أستخدم Poe بشكل مكثف؛ ليشرح لي بعض الدروس التي لا أفهمها، ومن بعدها صرت أسأله حتى عندما لا أفهم شيئاً في مجال التسويق مثلاً، فيشرح لي ما استشكل عليّ شرحاً وافياً.
10- أنتظر إضافتك في التعليقات 📮
مقابلة مع الأستاذ أحمد مطور منصة (أديب)
لأني في بداية دراستي لعلوم الحاسب والبرمجة فقد كانت تدور في ذهني فكرة استغلال هذه المهارة ودمجها بما يفيدني بصفتي كاتبة محتوى، إلا أن الصدفة وقدر الله العجيب كان حاضراً.
بينما كنت أشارك تجربتي في تويتر لأحدى أدوات الذكاء الاصطناعي، جاءتني رسالة من شخص لا أعرفه على الخاص، بدأ صاحبها بالتعريف عن حل تقني يفيد الكُتاب، ويحتاج لكاتب مهتم يقوم بتجربته؛ ليعطيه ملاحظاته، كون هذه الأداة تحت التطوير.
لا أستطيع أن أُخفي عليكم كمية السعادة التي غمرتني حينها، وبالفعل كنت أجرب الأداة على بعضٍ من أعمالي التدريبية أو تلك الفعلية وكنت أرسل ملاحظاتي للأستاذ أحمد، وقد شاهدت تحسن (أديب) الصغير 🥹
وبعد ذلك، طلبت من الأستاذ أحمد أن أطرح عليه بعض الأسئلة التي تدور في خاطري، وقد كان مرحباً وكريماً في أجوبته، ولأنني أحب أن أشارككم المعرفة استأذنته بادئ الأمر في أن أنشر ما تحدثنا عنه في هذه التدوينة وكعادته رحب بالفكرة، وها نحن هنا (هذه الأسئلة رُتبت بعشوائية):
- لماذا اخترت مجال الذكاء الاصطناعي وتطوير أداة أديب؟
أعتقد ان اللغة الانجليزية مخدومة كثيرًا في مجال الذكاء الاصطناعي وهو الأمر الطبيعي بكل تأكيد، اخترت هذا المجال رغبة في تلبية حاجات المجتمع العربي، فأنا عربي في النهاية.
بالتأكيد هناك أسباب اخرى متشاركة لكن هذا قد يكون الأكبر.
- من وجهة نظرك أستاذ أحمد ما الذكاء الاصطناعي التوليدي؟
الذكاء الاصطناعي التوليدي هو تعليم الآلة على إخراج نتائج معتمدة على أنماط التدريب التي تعلمت عليها. وأعتقد أن المستقبل حافل باستخدامات ضخمة وجديدة في هذا المجال بتأثير كبير على حياتنا وأعمالنا.
- ما هي نظرتك المستقبلية للـ AI التوليدي؟
من الصعب جدًا التنبؤ بما بعد الـ ٥ سنوات، لكن أعتقد أن عدداً كبيراً من الوظائف سيقل عدد المطلوبين لتنفيذها بشكل واضح، يشمل ذلك تقريبًا كل التخصصات. ولكن بالمقابل وظائف جديدة ستظهر.
- كيف يتعلم الAI ؟
هناك طرق متعددة لتعليم الذكاء الاصطناعي. أسهلها في رأيي “التصنيف” أو Classification. وهي تدريب النماذج على تصنيف المدخلات عليه، مثلًا: هل الصورة المعطاة صورة شمس أو قمر؟ في بداية التدريب سيخطئ النموذج، ولكن أثناء التدريب يتم تعليمه أنه أخطأ في جزء ما، وبالتالي يحاول تصحيح قراره المرة القادمة عن طريق تعديل متغيراته.
الموضوع ليس معقّدًا جدًا لكنه يحتاج لدرس متكامل لشرحه؛ لأنه عبارة عن بعض الرياضيات، أنصح كثيرًا بدورة Udacity المجانية عن Machine Learning.
- لماذا بعض التطبيقات مثل Poe تسمح للمستخدم باستخادامها مجانا؟ هل يتم تحسين الأداة من خلال مستخدمين حقيقين؟
تقريبًا كل الأدوات يتم تحسينها أثناء استخدامها، لكن Poe بالتحديد يربح عن طريق الاشتراكات، فهو يقدم باقة مجانية وباقة مدفوعة، فالباقة المدفوعة تغطي الاستخدام المجاني. هذا أسلوب معروف في التسعير يسمى Freemium.
- هل يوضع على المحتوى المولد من الAI علامة مائية أو علامة معينة توضح أن النص أو الصور “AI created”؟
لا توضع حاليًا علامة مائية على المحتوى المنشأ من الذكاء الاصطناعي، التطور سريع جدًا والمنظمات القانونية بطيئة دائما. ولا اعتقد أنه سيوضع مستقبلًا أي علامات مائية على صور الذكاء الاصطناعي إلا في حالة الاشتراك (يعني إذا اشترك الشخص تروح العلامة المائية).
- بعد عملك في هذا المجال، ما الفرق الجوهري بين بوت الدردشة مثل الـ chatGBT والبوت الذي يقدم نصوص بحسب المدخلات فحسب مثل أديب؟
الفرق الجوهري هو طريقة استقبال المدخلات؛ أعني التصميم الأساسي لعملها يختلف، فـ ChatGPT يعتبر عام أكثر من ميزة إنشاء المحتوى في أديب.
أود التنويه أن أديب ليس نموذجاً للذكاء الاصطناعي التوليدي وإنما أديب هو منصة موحّدة للكتابة العربية.
- هل يمكنك التلاعب بنتائج البحث كمبرمج لأديب بحيث تعطي الأداة نتائج متحيزة*، أم الموضوع يعتمد على الأداة التي بنيت عليها أديب؟ مثلاً أدوات التصميم المستخدم فيها الAI لتصوير عرقية معينة وربطها بالفقر هذه المقالة من ثمانية مثال جيد لتحيز نتائج الذكاء الاصطناعي.
من ناحية تقنية نعم ولكن بشكل محدود، وليس بمستوى المثال المذكور.
- في رأيك كيف لكاتب المحتوى أن يستخدم أدوات الAI التوليدي بكفاءة؟
تختلف أنواع الاستخدامات باختلاف أنواع الكتابة، وهذا السؤال بالضبط هو ما نطمح لاكتشافه عن طريق مستخدمي أديب، نريد أن تكون الاداة مفصّلة على حاجتهم تمامًا
بشكل عام حتى الآن بالحديث مع المستخدمين أرى الاستخدام الاكبر هو
- انشاء محتوى لإثارة الافكار وخلق جزء كبير من المحتوى المنشور ثم تنقيحه
- انشاء المحتوى المتكرر مثل الايميلات وأتمتتها
- التدقيق اللغوي (تحت التطوير في أديب)
- التخلّص من “حُبسة الكاتب” عن طريق إعادة الصياغة والحصول على مزيد من الأفكار
ربما هذه بعضها.
- في النهاية، هل هناك محاذير أو مخاطر من استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي؟ وهل بوتات الدردشة أكثر خطراً؟ ولماذا؟ (خاصة في موضوع الأمن السيبراني وحفظ المعلومات)
ليس هناك محاذير (امن سيبراني) محددة من ناحية الذكاء الاصطناعي على الفرد المستخدم على الاقل في اديب، المحاذير قد تكون على صاحب المنصة والهجمات السيبرانية.
⏰ انتهت المقابلة لهذا الحد.
لقد كانت هذه تجربتي الأولى التي أخوض فيها مقابلة من هذا النوع في حياتي، لقد اختلطت فيها مشاعر التوتر والحماسة في الوقت ذاته، واسمتعت جداً بمعرفة هذه المعلومات القيمة.
إن وصلت لنهاية هذه التدوينة، فدعني أقول لك (شكراً من أعماق قلبي♥️)؛ لأنك وجدت أن هذه الحروف المصفوفة، وهذا الجهد المبذول استحق بعضاً من وقتك.
أسعد بسماع رأيك، وقراءة تجربتك لأدوات أخرى. وإن كنت مهتماً لتجربة أديب تواصل معي على الخاص في حسابي على التويتر أو حساب الأستاذ أحمد نفسه.
أبدعتي شهد 👏🏻
ربي يسلمك ندى شكراً لك
شكراً شهد على الإشارة ✨
استمتعت بقراءة المقالة وهي الاولى من فترة طويلة التي اقرا فيها مقال كامل ، مراجعة مفيدة لكل كاتب حاب يستفيد من التطور الحالي وادوات مختارة بعناية اشكرك عليها
اللقاء مع الاستاذ احمد كان رائع جداً و استفدت منه و اشكره جداً على إنشاء الاداة الجميلة وفعلاً تستحق الإشادة والتقدير و باذن الله سوف يكون لها تأثير كبير في المستقبل 👏🏻
العفو وردباسي ✨
وأسعدني أنك قرأت المقالة كاملة ووجدت فيها الفائدة كثيراً