المقدمة الجيدة تخلو من هذه الأخطاء الـ 4، فاحذرها

هل تُدرك أنه في الآونة الأخيرة أصبح يقضي الناس حوالي 52 ثانية في تصفح أي تدوينة؟ لذا الاهتمام بالمقدمة يعد عاملاً مهماً لسقياة بذرة الفضول لديهم حتى يكملوا قراءة موضوعك الذي كتبته.

مع الكم الهائل من المحتوى المنشور اليوم لم تعد المقدمة جزءاً عادياً في أي تدوينة أو منشور على الانترنت، بل تحولت لأهم جزء في مقالتك.

يظن البعض أن السبب الرئيس لكتابة المقدمات السيئة هو نقص في مهارة الكاتب أو خياله الإبداعي، ولكن قد تجد أن الكسل وتقليل شأن تلك القطعة الثمينة هو العامل الأكثر شيوعاً، وبدلاً من الكتابة حول “10 أساليب فعالة لكتابة مقدمة تدوينتك”، دعنا هذه المرة نتطرق للأخطاء الشائعة التي نواجهها في كتابة المقدمات عادةً.

1- (كل ذلك لا مغزى له)

دعنا نبدأ بالخطأ الأول الذي وقعت به خلال كتابتي لتدونتي الأخيرة. لو قرأت المقدمة ستجد أن ليس لها علاقة تماماً بموضوع التدوينة. ولوهله قد يظن القارئ أن كاتب التدوينة قد وضع هذا العنوان بالخطأ، أو أن هناك شيئا غريباً يحدث.
وبما أنني أتعلم كتابة المقالات مع الأستاذة مريم فقد نصحتني بكتابة تدوينة جديدة عن “كيف يمكن كتابة المقدمة؟”.

image 4
المقدمة السابقة التي كتبتها للتدوينة

بعد قرائتي لـ “4 طرق لعدم كتابة مقدمة” بدأت ألحظ بالفعل أن القارئ لا يهتم بقصة حياتك، بل يرغب منك الدخول مباشرة لصلب الموضوع الذي جذبه من العنوان -ويستثنى من ذلك القصص التي بالفعل تفيد الموضوع بشكل مباشر-.
حينها بدأت تتجلى لي هذه الرؤية، والتي من خلالها سعيت في تعديل المقدمة السابقة ولكن لن تظهر لك النتيجة إلا في النهاية باذن الله، فأكمل القراءة 🙂

2- تدوينة داخل التدوينة

طول المقدمة عامل مهم، فلا تريد أن تُهدر تلك الـ 52 ثانية في تدوينة جديدة تسمى المقدمة.
من مقالة “11 نصيحة وأفضل الممارسات لكتابة مقدمة تدوينة” جلبت إليك بعض الصيغة العامة التي يمكنك الاستعانة بها في وقت الشدة:

  • لو أردت أن تبدأ بقصة : (3-5 جمل تُعد كافية)
image 3
مثال جميل لهذه النقطة من إحدى تدوينات الأستاذ محمد جواد
  • عند رغبتك في طرح سؤال أو بيان متعلق بالموضوع : (1-2 جمل كافية)
image 6 edited
تدونة للأستاذ مريم بدأتها بطرح سؤال جذاب والإجابة عليه
  • عند تقديمك لإحصائية أو دراسة : (2- 5 كافية)
  • عند رغبتك في التأكيد على أهمية الموضوع الذي تكتب عنه : (1-2 جمل كافية)

3- جمود المحتوى

عادةً ما يلف المقالات والتدوينات نوعٌ من الجمود أو الرسمية، ولكن عندما تبدأ مقدمتك بقليل من الطرفة والفكاهة -بدون الخروج عن سياق موضوعك- سيساعدك هذا الشعور الإنساني المحبب لجذب القارئ وجعله يكمل القراءة بابتسامة جميلة.

image 5 edited
لا يبخل علينا أستاذ يونس ببعض الفكاهة في مقالاته وتدويناته كالعادة مثال ذلك هذه المقالة التي وضعتها لك

4- خاطب كل الناس

من الأخطاء الشائعة أيضاً في الكتابة بشكل عام وليس فقط في كتابة مقدمة أي مقال، هو عدم التركيز على الفئة المستهدفة، إن كنت تهدف لكتابة محتوى لفئة معينة فمن الواجب عليك أن توليهم اهتمامك، وتجعل هذه القطعة وكأنها كُتبت لأجلهم، وهذا الانطباع لا يصل إليهم إن لم تكن مقدمتك جيدة بالفعل وتخدم هذا الهدف.

أما الآن دعنا نَعُد معاً لمقدمة تدوينة “هل يمكن إجراء A/B testing في نماذج قوقل؟” والتي علينا تعديلها.

المقدمة السابقة:
“خلال بداية عملي في العمل الحر، لم أكن مدركة لطبيعة تدفق الأعمال، فقد تواجه فترة ركود حاد لا تجد فيها أي عمل مع حرصك، وقد تمر بفترة تنهمر عليك الأعمال لدرجة لا تستطيع تحملها وحدك، فتضطر لتفويض بعضها لزملائك في المهنة.

في أول فترةِ ركود واجهتها لم أستطع البقاء بدون عمل، لذا تطوعت لإدارة حساب أحد عملائي السابقين في الانستقرام، ولقد كانت تجربة جميلة انهيتها بواحد من أهم القرارات التي اتخذتها خلال هذه الفترة، وهي أن لا أشتت نفسي بمهام متعددة كالتصميم والمونتاج وكتابة المحتوى والإدارة، وهذا ما جعل حالة التشتت الصارخة عندي تسكن وتهدأ، فقد بدأت أركز بصورة أكبر على إتقان مهارة واحدة ألا وهي الكتابة

كان يقدم عميلي الذي أدرت حسابه على الانستقرام خدمة التدريب الرياضي الشخصي، وخلال تلك الفترة طلبت منه أن أجرب أمراً قد تعلمته حديثاً يتعلق باختبار A/B الذي يعد تجربة تسويقية نقوم فيها بتقسيم الجمهور المستهدف إلى شريحتين لاختبار صفحة معينة أو إعلان معين بنسختين اثنتين وتحديد أي النسختين كانت أكثر فاعلية، فأردت أن استخدم هذا الاختبار في نموذجه الخاص بالاشتراك في التدريب الشخصي الذي يصممه عادة في نماذج قوقل (google Forms) والحمدلله حصلت على موافقته”

المقدمة المحدثة:
“لقد تعلمت للتو ماذا يعني اختبار A/B  ولم أرغب أن أترك هذه المعرفة بدون خطوة عملية جادة، لذا نشأت هذه التجربة الغنية.

تطوعت لإدارة حساب أحد عملائي السابقين في الانستقرام، إذ كان يقدم عميلي الذي أدرت حسابه خدمة التدريب الرياضي الشخصي، وخلال تلك الفترة طلبت منه أن أجرب هذا الاختبار الذي يُعد تجربة تسويقية نقوم فيها بتقسيم الجمهور المستهدف إلى شريحتين لاختبار صفحة معينة أو إعلان معين بنسختين اثنتين وتحديد أي النسختين كانت أكثر فاعلية، فأردت أن استخدم هذا الاختبار في نموذجه الخاص بالاشتراك في التدريب الشخصي الذي يصممه عادة في نماذج قوقل (google Forms) والحمدلله حصلت على موافقته”

إلى هنا وصلنا لنهاية تدوينتنا ،ولعل المرة القادمة ستكون مهمتي هي تعلم كتابة خاتمة جيدة 🙂

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *